مبلغ الشيء ، منتهاه .
والبلاغة هي البلوغ .
والبلاغ ، الأنتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى ، مكاناً كان أو زماناً أو أمراً من الأمور المقدرة .
وربما يُعبر به أيضاً عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه ، يقال : الدنيا بلاغ ؛ لأنها تُؤديك إلى الأخرة .
ورجلٌ بَلْغٌ وِبلْغٌ وبليغٌ : حسن الكلام فصيحه ، يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه ، والجمع بُلغاء .
وسمي الكلام بليغاً ؛ لأنه يكون قد بلغ الأوصاف اللفظية والمعنوية وانتهى إليها .
وينتهي معنى البلاغة في اللغة إلى معنيين :
الأول : الوصول والإنتهاء .
الثاني : الحُسن والجودة .
أما البلاغة في اصطلاح البلاغيين :
البلاغة : مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
ويعنون بالمقتضى : الإعتبار الملائم ، أو ما يتطلبه الواقع ، أو ما يستدعيه الأمر ، وهوــ المقتضى ــ الهيئة المخصوصة التي نُصدرُ عليها كلامنا ، والصورة المحددة التي تَحْكُمُ نُطقَنا . ويقصدون بالحال ــ ها هنا ــ واقع المخاطب أو السامع ، أو متلقي الكلام
أقسام البلاغة:
لقد قسم أبو يعقوب السكاكي البلاغة إلى ثلاثة أقسام:
1-علم المعاني: وهو علم ينظر في علاقة الكلمة بالكلمة، وكيفية مطابقة الكلام لمقتضى الحال
وأول من وضع نظرية علم المعاني "أبو هلال العسكري"في كتابه"دلائل الإعجاز"
ومن مباحث هدا العلم: الخبر والانشاء، التقديم والتأخير، أسلوب القصر....
2-علم البيان: هو الدي يدرس الكلمة في التركيب، وما تحمله من الصورالفنية، والبلاغية،
وأول من ألف في هدا العلم" الجاحظ في كتابه" البيان والتبين"
ومباحث هدا العلم: التشبيه، المجاز، الاستعارة، الكناية.
3-علم البديع: هو علم يبحث في تزيين الكلام، وتحسينه، وأول من ألف فيه" عبد الله بن المعتز" كتابه""البديع"
ومن أهم موضوعات هدا العلم الطباق، اللمقابلة، التورية، الجناس، السجع...
( وسنأتي على كل قسم منها في موضوع خاص )