تلخيص حول التجارب الذي أجريت حول استخدام الحاسوب في العملية التعليمية
نحن بلا شك نعيش في حقبة زمنية تتميز بثورة تكنولوجية و من ضمنها ثورة المعلومات و تفجر المعرفة و لمواجهة ذلك ينبغي إعداد أجيال ناشئة لتتكيف مع المتغيرات السريعة و لا شك أن استخدام أجهزة الحاسوب في التعليم هو عامل أساسي في مواجهة المشكلة و يجب ألا يغيب عن الذهن أن الحاسوب ما هو إلا وسيلة لتخزين المعلومات و المعالجة الدقيقة و هناك بعض التجارب الأجنبية و العربية في مجال استخدام الحاسوب سنحاول أن نلقي الضوء عليها
نماذج التجارب الأجنبية
هناك 3 نماذج
1.التجربة الأمريكية 2.التجربة البريطانية 3.التجربة الفرنسية
أولا: التجربة الأمريكية
انطلقت التجارب الريادية لاستخدام الحاسوب في التعليم لأكثر من سبب منها
1.توفير مراكز البحوث في الجامعات
2.رغبة الأكاديميين في إجراء البحوث العلمية على نظريات التعليم .
3.لا مركزية النظام التعليمي في الولايات المتحدة الأمريكية.
4.توفير الدعم المادي من المؤسسات الخاصة و العامة .
و حيث أن نظام التعليم لا مركزي فقد ظهرت الكثير من التجارب الرياضية اشتهر منها 3 أو أربع تجارب .
* تشير الدراسات أن التجارب الأولى للتعليم بمساعدة الحاسوب تركزت في مطلع الستينيات بصورة رئيسية على استخدام الإرشاد التعليمي المستند إلى جهود علماء النفس الباحثين في نظرية التعليم حسب الاتجاه السلوكي و شهدت الولايات المتحدة ولادة أول مجموعة برامج تعليمية من خلال عدد من المشاريع مثل مشروع نظام بليتو و مشروع جامعة ستانفورد و مشروع لوجو و مشروع (Ticcit ( ومشروع IPM) (و كل هذه المشاريع مكون من الأحرف الأولى للعبارة التي تحمل اسم المشروع أو نظام تأليف أو لغة تأليف .
نظام (plato) : بدأ عام 1963 كان على شكل نظام مشارك في الوقت يتكون من آلاف من المحطات الطرفية متصلة بحاسوب ضخم أما اليوم يدعى مايكرو بليتو و يتكون من أجهزة حاسوب بالغة القوة و ذات شاشات حساسة تعمل بواسطة اللمس
نظام(TIccit (: و يجمع هذا النظام تقنية كل من الحاسوب و التلفزيون معاً لينتج برمجيات ذات مستوى عال لتفريد التعليم لمائة و ثمانية و عشرين محطة طرفية في المركز الواحد و ذلك لاستخدام شاشات حاسوب ملونة و أشرطة فيديو و لوحة مفاتيح لتأمين عملية التفاعل و يدعى اليوم مايكرو- (TIccit (.
مشروع جامعة ستانفورد
تركز على الطلبة الموهوبين 1963 كانت في عام
شركة IPM) (
بدأت استخدام الحاسوب في تدريب موظفيها و مهندسيها و عملائها باستخدام أسلوب(CBT)
* تشير الوثائق إلى أن التعليم بواسطة الحاسوب قد بدئ به في الولايات المتحدة عام 1980 في 74% من المدارس و في عام 1989 يزيد عن نسبة 95% و مع بداية عقد التسعينات لم تبق أي مدرسة دون أن تستخدم الحاسوب لأغراض التعليم أي تم تعميمه مع بداية عقد التسعينات .
مجالات استخدام الأجهزة في السنة الدراسية 1987-1988 كما يلي
1. في مجال التدريس عن الحاسوب كانت النسبة 100%
2. في مجال استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية كانت نسبة المواد موزعة
45% لتدريس المواد التجارية
32% لتدريس الرياضيات
23% لتدريس العلوم الأخرى و الصناعة .
بالرغم من تزايد انتشار أجهزة الحاسوب إلا أن المشكلة الحقيقية التي تواجه المعلمين و الأساتذة في عملية إدخال الحاسوب هي وجود برمجيات تعليمية مناسبة تسمح باستخدام الحاسوب بصورة بناءة في التعليم .
التجربة البريطانية
مرت التجربة البريطانية خلال مرحلتين
المرحلة الأولى : البرنامج الوطني لتطوير التعليم بواسطة الحاسوب من عام 1972-1980 و كانت له غايتان
1. التعليم بمساعدة الحاسوب (SI A )
2. إدارة التعليم بواسطة الحاسوب
رصد له مليون جنيه و تم إنشاء سبعة عشر مركزاً لتدريب المعلمين و إنشاء النوادي للتدريب على البرمجة .
المرحلة الثانية : امتدت من 1980-1986 ثبتت الحكومة مشروع جديد باسم برنامج تعليم الالكترونيات الدقيقة و رصد له تسعة ملايين جنيه على مدى أربع سنوات و كان يهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما
1. اكتشاف أفضل الوسائل لاستخدام الحاسوب كأداة تعليمية مساعدة في عملية التعلم و التعليم .
2. إدخال موضوعات جديدة في المناهج المدرسية سواء كانت مقررات دراسية مستقلة أو إضافة مواضيع جديدة إلى المقررات الدراسية القائمة .
تم من خلال هذا المشروع تأمين أجهزة حاسوب للمدارس و إنشاء مراكز لتدريب المعلمين و لتطوير البرمجيات التعليمية و تقديم دورات دراسية هن بعد و تركزت عملية استخدام الأجهزة في المدارس البريطانية على تحقيق التالي:
1. استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية و ساعد على ذلك كثرة البرمجيات المختلفة .
2. استخدام الحاسوب في تطبيقات مختلفة مثل معالجة النصوص و تنظيم الجداول و قواعد البيانات .
ملاحظة: دعم الدولة للمشروع كان السبب في نجاحه حيث أن التجربة البريطانية تعتبر أكثر التجارب نجاحاً و أكثرها تحقيقاً للأهداف.
التجربة الفرنسية :
مرت التجربة الفرنسية بعدد من المراحل مما أتاح لها فرص التقييم المتكرر
مراحل التجربة الفرنسية :
بدأت عام 1972 بقصد إدخال الحاسوب كوسيلة تعليمية و عرفت بعملية الثمانية و خمسين معهداً حيث وضع في كل معهد جهاز حاسوب يتصل به ثماني طرفيات و آلة طابعة
استمرت التجربة حتى عام 1980 حيث أوقفت و تم تقييمها و من نتائجها
1. كانت تستخدم الأجهزة لمدة 32 ساعة أسبوعياً و لمدة 25 أسبوع كل عام أي 800 ساعة سنوياً
2. تقنيين أكثر من 400 برنامج تعليمي من إعداد المعلمين أنفسهم و تقييمها
3. أتيحت الفرصة لحوالي 45 ألف طالب و كذلك أكثر من 1000 معلم استخدم أجهزة الحاسوب
4. إدخال نظم المعلومات من خلال كافة فروع المعرفة و ليس من خلال الرياضيات فقط
5. إن التعليم بمساعدة الحاسوب لن يكون بديلاً عن المعلم بل سيكون استخدامه للتعزيز و المساعدة.
* المرحلة الثانية : سميت المشروع الخماسي من 1979 – 1984 تخللها عدة أنشطة :
1. تركيب عشرة آلاف حاسوب مصغر في المدارس الثانوية .
2. تدريب المعلمين على أساسيات المعلوماتية لمدة عام كامل .
3. برزت عام 1986 الخطة المسماة المعلوماتية للجميع و التي تهدف إلى تدريب جميع طلاب المدارس البالغ عددهم ثلاثة عشر مليون و ترتكز هذه الخطة على ثلاثة أعمدة :
1. تجهيز المدارس بأجهزة حاسوب مايكروية .
2. تدريب المعلمين و إعدادهم لهذه المهمة الجديدة.
3. تصميم و إنتاج البرمجيات التعليمية
تم تعميم استخدام الحاسوب في التعليم في فرنسا مع بداية عام 1991.
التجارب العربية
1. السعودية 2. التونسية 3. الأردنية
استخدام الحاسوب بشكل عام قد دخل بعض الأقطار العربية في النصف الثاني من عقد الستينات للأغراض الإدارية إلا أن استخدامه في بعض الجامعات العربية قد بدأ في السبعينات
- نشرت المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ( الالكسو ) دراسة في مجال استخدام الحاسوب في التعليم مادة و ووسيلة و قد بينت الدراسة ما يلي :
1. في مرحلة التعليم العالي تقوم أغلبية الجامعات العربية بتدريس مقررات في مجال الحاسوب كعلم الحاسوب و البرمجة و تحليل النظم و قواعد البيانات .
2. في مرحلة التعليم الثانوي أدخلت أغلبية الدول العربية مفاهيم الحاسوب و أساسياته إما في مقرر من فصل خاص بالحاسوب أو ضمن مقررات الرياضيات و المنطق و العلوم .
3. شكلت أغلبية الدول العربية فرقاً وطنية متخصصة في الحاسوب لوضع البرامج و تأليف الكتب الخاصة بالطالب و المعلم و تدريب المعلمين و الإشراف على تجارب استخدام الحاسوب كمادة تعليمية .
* 2/3 الدول العربية قد استخدمت الحاسوب في التعليم الثانوي كمادة تعليمية حتى عام 1987
* عقد الثمانينات كان فترة حضانة و تجارب لعدد من الدول العربية في ما يتعلق بإدخال أجهزة الحاسوب إلى مدارس المرحلة الثانوية في القطاعين العام و الخاص و مع نهاية عام 1988 كان واقع الدول العربية كما يلي :
1. هناك 6 دول اجتازت مرحلة التجريب و أدخلت مقرر الحاسوب في مدارس القطاع العام من المرحلة الثانوية كمقرر دراسي و أعدت الكتب و دربت المعلمين و أنشأت المختبرات و هي السعودية و الأردن و الكويت و العراق و تونس و المغرب .
2. هناك 12 دولة بدأت فعلاً بمرحلة التخطيط و التجريب في بعض مدارس القطاع العام حيث عقدت المؤتمرات و الندوات القطرية و استدعت بعض من لديهم خبرة في هذا المجال .
* عملية إدخال الحاسوب في المدارس العربية قد بدأت في الجانب السهل و هو إدخال الحاسوب كمادة تعليمية و ليس كوسيلة و هذه تتطلب خبرات فنية و استثمار كبيراً في الجهد و المال و الوقت .