السرقات الأدبية في البحث العلمي

ليس بغريب في هذه الورشة أن نسمع تكرارا لكثير من المصطلحات والأفكار فخطوات البحث تتداخل ويبنى كل عمل فيها على الآخر لأن البحث كيان مترابط متماسك , وكل جزئية فيه تحتاج إلى الجزئية الأخرى , فمن يتحدث عن المراجع يحتاج إلى الحديث عن عنوان البحث وخطته ونتائجه , ومن يتناول النتائج هو في حاجة للحديث عن التوثيق والأمانة العلمية , ونوعية المصادر والمراجع .

ونحن نعلم أن لكل علم مصادره وأعلامه ولكن إذا ما بدأ الباحث في كتابة موضوع ما فان الأمور تأخذ منحى آخر فما يكون مصدرا في بحث لا يكون إلا مرجعا في بحث آخر .

والنتيجة :
أن لكل بحث مصادر عامة ومصادر خاصة .

و التعامل مع المراجع والمصادر لا يعني الانسياق وراء أفكارها وقضاياها وإنما يعني بيان ضعفها والإجابة عن الأسئلة التي أثارتها أو التي كان من المفترض أن تجيب عليها .
الأمر الآخر في التعامل مع المراجع أن تكون منسجمة وتصب في اتجاه محدد يبرز فلسفة الباحث وتصوره نحو قضاياه بل وتبرز فلسفته في الحياة .

والنتيجة :
أن نوعية المصادر والمراجع من مقومات البحث ومجالات تقييمه .
والآن أود أن أقف على مظاهر السرقات في البحوث :

وحقيقة قد اطلعت على ورقة في الانترنت ووجدت ورقة عن السرقة الأدبية صادرة عن الجامعة العربية المفتوحة في الأردن تتناول السرقة الأدبية في أعمال الطلاب البيتية وقد قسم الكاتب السرقات إلى قسمين مباشرة وغير مباشرة .

أولا: السرقة المباشرة وهذه الكل يعلمها وهي أخذ معلومات من مصادر دون الإشارة إليها .
ثانيا :السرقة غير المباشرة وهذه تأخذ أشكالا متعددة منها:
• صياغة كلمات بطريقة ما من نص أصلي.
• استخدام نص من الانترنت.
• استخدام إحصائيات أو حقائق وردت في مصدر ما، أو على لسان شخص ما.
• بنسخ أو تحميل أشكال أو صور أو رسومات أو جداول، دون الإشارة إلى مصدرها.
• بنسخ ملاحظات أو مقالات لزميل لك.
والنتيجة:
أن هذه السرقات بأشكالها المختلفة تحدث اضطرابا في الأسلوب .
لكن ليس هذا ما أريد وإنما أردت السرقات التي تمس الإطار العام للبحث والمضمون بكل جزئياته وتشكل خطرا على مسيرة البحث العلمي : وهي أكثر خفاء من سابقاتها بل أحيانا تمارس على أنها شرعية ومستساغة .
أولا : اختيار عنوان البحث , فالطالب أو الباحث يظهر في كثير من الأحيان ضعفا أمام أستاذه ليختار له بحثا أو عنوانا لبحثه ومنذ هذه اللحظة تبدأ السرقات وليست السرقة لأن كلا منهما أراد أن يسخر أفكار الآخر لنفسه , فالبحث لم يولد في نفس الباحث والمشرف أو الأستاذ له توجهات تعاند البحث أحيانا أو تقهر الطالب في كثير من الأحيان .
والنتيجة :
أن الباحث أصبح أسيرا لفكر الآخر .
ثانيا : المرجع الوسيط إن عدم الرجوع إلى المصادر الأصلية يوقع في كثير من المشكلات ويضر بأفكار ومضمون البحث وقوة نتائجه فمن الممكن أن يكون توثيق النص غير صحيح (نسبته) وربما يكون النص غير كامل أو فيه تغيير, كما أن المرجع الوسيط لا يخبر عن مدى صحة الرأي ومدى قوة المؤلف ولا يعطي تصورا عن مدى تأثيرالمؤلف في الآخرين.

وإذا سلمنا بصحة النص المنقول من المرجع الوسيط وكماله فان ذلك مخاطره أيضا منها خروجه من سياقاته مما يسبب اضطرابا في الفكرة, فالأول صاحب النص أورده في سياق ثم جاء الآخر واستعمله في سياق لا نعلم مدى التطابق بين السياقين ثم جاء الباحث وأدخل النص من المرجع الوسيط في سياق جديد وهنا طبعا نتكلم عن فرضية لا تتوسع في احتمالية الناقلين فربما المرجع الوسيط نقل عن مرجع وسيط آخر أو أكثر ولم يطلع كل منهم على المصدر الأول .
والنتيجة
أننا نجد أنفسنا أمام علاقات خاطئة لا تنير البحث بل تزيد في ظلماته.
3- ومن الحالات المفضوحة التي تشهد بنجاح الأولين وتؤكد فشل المقلدين أو السارقين (نسج بحث على شاكلة بحث سابق ) في العنوان والخطة مع تعديلات توهم بالجدية لانعدام ثقة الباحث بنفسه ولعدم درايته بالبحث وأدواته.
والنتيجة:
أن هذا العمل محكوم عليه منذ البداية بالفشل والعبثية لعدم تناسب الفصول وتداخلها ,فهو ليس وليد مشكلة حقيقية ولا يعالج قضايا جوهرية , , و لأن من يفعل ذلك سيذهب أيضا إلى مراجع لا علاقة لها ببحثه .
ومن مظاهر السرقات المؤدبة :
• الرجوع إلى مرجع معين في كثير من الأحيان حتى كأن صاحب المرجع مهيمن على ذهن الباحث وأسلوبه.
• ومنها ذكر مرجع لم يفد الباحث منه في قائمة المراجع لخداع الآخرين .
وفي النهاية لن يكون البحث قيما إلا إذا كان أمينا مع نفسه, و صادقا في تصوره, و ممتلكا لفلسفة ناضجة في عقله , و منظما لعمله , و قادرا على إضاءة مشكلات البحث, و مراعيا للتسلسل المنطقي في أفكاره وللتناسب بين أبواب البحث وفصوله , و أن يتسم البحث بالوحدة والاستواء وقوة الترابط في البناء وأظن أن هذا لا يتحقق في أجمل صوره إلا إذا أعاد الباحث صياغة بحثه بعد الانتهاء منه . أي عند الانتهاء يعتبر هذا البحث مسودة يبدأ من ذلك بإعادة الصياغة لتصبح النصوص المنقولة جزءا لا يتجزأ من كيان البحث في وحدته وترابطه وتماسكه .

يعطيك العافية أستاذ يوسف على موضوعك المفيد
اللي كمان اتعلمنا منو كيفية عمل بحث علمي
تقبل مروري في صفحتك
تحياتي

سلمت يمناك استاذ على الموضوع
بارك الله فيك وجزاك خيرا

يعطيك العافيه استاذ يوسف حقا معلومات مفيده جدا مشكورررر والله

» البحث في القران الكريم عن اي اية او كلمة بواسطة برنامج الاكسل