أيوجد من بعد روحي لكي عطاء

كان يوم شتاء بارد ..
امطار ورياح وسحب ..

انظر من نافذتي الصغيرة لعلي المح بعض الضوء او حتى اتنفس الهواء

فمنذ ان رحلت عني الروح بت من الاشقياء ..

محبرة وريشة ..
مكتب اصفر داكن اللون

اجلس قليلا امسك اوراقي واخط فيها مذكرات انسان عاش ومات منذ زمن ..
كانت روحه تطير حوله .. تحارب افكار الحقد والكره ..
فقد كانت روحه كنسمه هواء باردة في ليلة صيفية ..
كعبير ورده مخملية استوقفتها فراشة بيضاء..

حلمنا .. عشقنا .. اجتاحت كياني ..
ذهبنا .. افترقنا .. ماتت انفاسي ..

كان التفكير في ليلة الفراق اشبه بمنشار ساخنة تجتث اغصان شجرة ..
كسمكة هاربة من النهر الى المحيط ..
تعتريني التناقدات ..
احاول الهروب من واقع حياتي الى مصير ارسمه بنفسي .. اخطه بيداي ..

انكب على وجهي وكأن شيئا لم يكن .. وكأن الرحيل والفراق واجب عليا ..
تصرخ اوراقي مستنكرة ..
ينقبض قلبي ويحاول الدفاع ..

يرغمني القلم على الكتابة ... على تفريغ ما بداخلي من صراع ..
ارتطم بحواف المكتب .. اجلس متناولا ذلك الغراء..

الصق ما استطيع الصاقه ..
قلب وحب وحنان ودماء ..
دم اسود لوثته الروح عندما بثت فيه العناء ..
فراقها كان زلزالا.. كان مطرا كان سحبا كان غبار هواء ..

امتزج الغبار بالصمت وولد للحياة قطبان سالبان
متنافران ..
متباعدان ..
ليس لحياتهم اي انتماء ..
ليس لديهم وطن للرحيل او حتى للبقاء ..

اقرر الرحيل الى مكان اخر
احمل حقائبي ..
اترك ساعتي ..
فزماني قد انتهى .. والسماء ليس فيها للزمن انتهاء
اصعد رويدا رويدا ..
فها انا قد تركت الروح ..

أيوجد من بعد روحي لكي عطاء ..؟؟