- اقتباس :
طفولة أخرى»
تطبق باب سيارة خالية من الإناث سواها.كتف مجاور يرتطم بها من حين إلى آخر، فتنكمش على نفسها..
« لو كان هو «هو»، لأرحت عمري على كتفيه. يشغلها التفكير بكلمات «روح النيل» الأخيرة: «أمام الحب أصبح أصغر طفل في العالم ، طفل لم يخلق بعد!».
«لو، لو، لو... لكنه...» تقولها منتبهة لذلك الاتساع الكبير في مجاله المغناطيسي!
كم أدهشها النيل في قلبه! و كم حلمت بتحسس النيل فيه!
تنزل من السيارة، وقد أتعبها الانكماش... وبعد الأمنيات...
يلتقيها «ليث» حاملا طفولته متباهيا بين الأطفال بميولها الصاخب إليه،.تحتضنه كما كانت تحتضن ملابس العيد، بذات اللهفة المخبأة عن عيني أمها، بذات الهدوء الكاذب...
تقفز كلمات «روح النيل»: «أمام الحب أصبح أصغر طفل في العالم، طفل لم يخلق بعد!».
تستشعر كلماته أكثر باقتراب ليث، فتجفل وقد راودها ذلك الإحساس الهابط من القلب. تُنزل الطفل من فورها؛ تخشى تحول الكلمات إلى كائنات تعج بالحياة!
«لو...»، تعاود «لكن...».
***في حقيبتها جلبت كالمعتاد له حلوى لم تعد تشتاقها. لا تعرف لم أصبح لجسدها شهية مغايرة أيضا! تجلس محدقة بصغيرها: ينزع الغلاف، يتمعن بالحلوى، يقسمها ثلاثة أنصاف، يأكلها، يلحس أصابعه متلذذا. ينظر إليها ويبتسم، ينتهي، تحمله لتغسل يديه، تقبله مانحة له قطعة حلوى أخيرة. تحثه على أكلها لاحقا. يهز رأسه، ثم يخرج ليتابع لعبه.
في الداخل، هناك في جوف آبارها، تدرك أي لغة تلك التي فجرتها!
***
يأتيها «ليث» باكيا، شاكيا طفلا سرق حلواه وهرب. تستقبله كأم، كأنثى، كطفلة. يلقي رأسه على صدرها، لتطبطب بيد وتعانقه مواسية بالأخرى. يتشبث بثوبها مقتربا أكثر، لتنبز كلمات «روح النيل» من جديد... يعود ذلك الإحساس المبهم، فتبعد الصغير بقوة.
بنظرة يستنكر قسوتها، فيأخذ حقيبتها ويهرب. تلاحقه، تسابقه على الأدراج، يفتحها على عجل، لا يجد حلوى، فيأخذ قلما ويهرب. تضحك بصوت عال، و تثب سريعا أمامه كمصاص دماء، ثم تيأس لتراوغه كثعلب: يللا حبيبي أعطيني إياها، بدّي أروح.
يرفض لأنها أخافته، تقرر التنازل عن القلم والعودة للمنزل، فيتبعها راكضا، مادا لها يده، تأخذ القلم وتقبلها.
تغادره مكررة أسئلتها، أحاسيسها... وكلمات طفلها الآخر.
في طريقها يعرض احدهم إيصالها: ستمطر
تشكر الرجل رافضة، يعود ليقول: ستتبللين
- لا بأس ببعض المطر، وتبتسم.
هو لا يعلم أنها تحاول إطفاء حرائق أضرمتها في غاباتها بضع كلمات!
ترن رسالة، هو، «روح النيل» : «كوني هنا، فأنا طفل محتاج لأمه، اتركي صمتك وتعالي دون حقائب سفر، ...».[/[/size]color][/b][/[/size]i][/size]
_________________
أن تحدثني شيء،