سأقول لكم رأي وسأبدا على قاعدة ( رأيي خطأ يحتمل الصواب ، ورأيكم صواب يحتمل الخطأ ) .
في نظري ان الغيرة هي غريزة من الغرائز أو صفة من الصفات المودعة في الإنسان كغيرها مثل البخل والكرم والشجاعة والجبن على سبيل المثال لا الحصر.
وعليه أقول أنها ليست بذاتها مكتسبة فهي صفة كامنة وخامدة في الإنسان ذكراً كان أو أنثى -يعني فطرة وإكتساب-وتنميها عوامل ومؤثرات خارجية أولها التربية والنشأة فتتحول إلى صفة ظاهرة بصورة عامة في أغلب الأوقات، وكذلك قد تظل خامدة غالباً و تثيرها فجأة الظروف والحوادث ثم سرعان ما تخمد لتعود كما كانت.
بهذا يصبح من الممكن أن أقول أن الغيرة قد تصبح من الصفات المكتسبة بلحاظ أننا نستطيع تنميتها أو تخميدها في الفرد بمماراسات معينة ضمن إطار إجتماعي سلوكي معين في حضور تقنين ديني أو غيابه.
ولكني أرى أن أهمية دور التقنين الديني في هذا هو بوضع الضوابط السلوكية المانعة من ظهور دواعي ومسببات الغيرة وذلك بفرض الحشمة في المجتمع وكذلك تحديد مواضع الغيرة لمنع التغاير، وفي نفس الوقت لا يلغيها بحيث تكون من وسائل إصلاح المجتمع نفسه في غياب تلك الضوابط. وبهذا تصبح الغيرة في حال من الإعتدال فتعد من الملكات الفاضلة والصفات الحسنة الضرورية لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويحضرني هنا قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الأزواج:" غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان ".
ويتضح من هذا القول أن المرأة قد تؤدي بها غيرتها في غير موضعها إلى الكفر في تحريم ما أباحه الله لزوجها من تعدد الزوجات بينما غيرة الزوج فتحريم لما حرمه الله عليها.
ويجدر هنا أيضاً ذكر ما قاله في وصيته للحسن بن علي - صلوات الله عليهما :
" وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإن ذلك يدعوالصحيحة إلى السقم، والبريئة إلى الريب" .
والغيرة ليست مقتصرة على الفرد كبيراً كان أم صغيراً ومن يتعلق به فقط كالأزواج أوالأرحام فهذه قد تكون من أسبابها حب التملك والسيطرة والأنانية، ولكنها الغيرة على محارم الله بصورة عامة لتصبح الغيرة من ركائز إصلاح سلوكيات المجتمعات ويعم أثرها. ويتضح هذا من كلام أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - في قوله :" عفة الرجل على قدر غيرته" . وهذا مشاهد ملموس اليوم في المجتمعات الإباحية التي أنعدمت فيها الغيرة فانعدمت العفة لديهم
هذا رأي وفق ما قرأته وعِلمته فإن كان هناك إضافة ورأي يرجى إرادهما لكي تحصل الفائدة والإستفادة وسوف نتحاور ونتناقش وفق القاعدة أعلاها وبكل صدق وشفافية