سجين الخيال

في هدأة السكون
و أثناء غمضة الجفون
أخذت المخلوقات تنسجه و تتطلع
كيف سيكون
و حين أنهت عملها المتقون
فرد أجنحته الذهبية
شعرت المخلوقات بجماله
كوشاح حريري تهدأ له النفس و ترتاح العيون
تلهفت لتلمسه
لكنها اكتشفت أنه توارى حين أوصدت الحقيقة أمامه الأبواب

لقد كان مسرورآ بجناحيه الجميلة
محلقآ فوق غابات الخيال
يحط ليشرب من ينابيع السماء
ولا يمل السعي والطيران
وحين يتعب ,يتكىءعلى وسائد من رخاء
و يستمتع بمجاورة المجد و الضياء

لكنه في مرة من المرات
نظر الى وحدته المنتشرة في كل هذه المساحات
و تمنى لو يرسم بسمة على وجوه حزينة انتظرته
وكثيرآ من عطور الأمل أهدته
كان يستلمها من تحت باب الحقيقة

لقد أراد أن يستفيد من جناحيه الذهبيين
فتوسل الحقيقة بعد اليأس
أن تخرجه من فساحة المحال
و تدعه يدخل من بابها
أراد للمخلوقات المتعبة أن ترتاح على جناحيه
أراد أن يمسح عنها الدموع
أراد أن يتعرف عالمآ مختبئآ وراء الباب الموصود
قد شوقته اليه الارادة التي طالما أهدته الأمل
ومازال الحلم يحلم أن تفتح له الحقيقة الأبواب
لينتشر في رحابها ويرتقي فيصبح له اسم جديد:
حلم تحقق