كم فاتورة جوالك ....؟؟؟؟
قد يظن القارئ للعنوان بأول وهلة أنني أسأل عن العدد والقيمة والنقود والأموال ..؟؟
وقفة ينبغي لنا أن نقف معها طويلاً ..
حينما تصدر فاتورة الجوال في آخر الشهر .. لترى بالدقة كم مكالمة وكل مكالمة كم مدتها
وما هي الجهة التي اتصلت بها …
وبالساعة بل بالدقيقة والثانية من وقت الاتصال إلى الفصل ..
وبالتاريخ أيضاً ..
هل تذكرنا يوم تنشر الصحف .. بين أيدينا لنرى كم كلمة تلفظنا بها .. ومن كلمناه ومن
سببناه ومن شتمناه ..؟
كم حسنة قالتها ألسننا .. وكم تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة نطقنا بها ..؟
كم معصية .. أو كم وزر وكذب قلناه ..؟؟
كم جريرة ارتكبناها ؟؟
فواتير تملأ العالم .. والكل يحمل صحفه بيمينه وشماله ..
بالتفصيل الذي قد لا تدركه عقولنا .. نرى كل حياتنا أمام أعيننا ..
نتاج ما عملناه بالكامل ..
تلك اللحظة .. لا ينفع الندم ..
لا ينفع الترجي .. ولن تستطيع رفع شكوى ..
تريد أن تشكو ؟؟
ينطق الله لسانك بعد ذلك …!
تقول .. عنك كنت أدافع .. لكن هيهات هيهات لما توعدون ..
تبكي .. تتوسل .. تتمنى وتتوجد ..
يا ليتها كانت القاضية ..
ليتني كنت ترابا تطأه الأقدام ..!
تأتي السجلات .. بمد بصرك بكافة الكلمات التي نطقت بها .. ثم تولول وتبكي ..
وتصيح رحماك ربي ..
ثم توضع في الميزان .. فلا تظلم مثقال ذرة .. حسنة أو سيئة سيأتي بها الله ..
فجأة !
توضع كلمة واحدة !!
تطير بالصحف مد البصر ..
بطاقة .. فيها كلمة واحدة .. تعدل مئات الكلمات !!!
بل ملايين ..
توضع بطاقة فيها ” لا إله إلا الله “
فتطيش بالصحف .. وتعدل بالموازين .. فتنجو ..
وتبكي من الفرح ..
رب في هذه الساعة .. نسألك أن تعيننا يوم تقوم الساعة ..
رب اغفر لنا زللنا وخطأنا وجدنا وهزلنا وتجاوزنا ..
اجعل من فاتورة جوالك .. موعظة لك بأن لا تكثر الكلام فيما لا يعني ..
فإن سددتها في هذه الدنيا بأموال .. فيوم القيامة لن تنفع أموال قارون لتزاح عنك سيئة
واحدة ..
تحياتي ومودتي ..
منقول للأمانة